الرسول (صلى الله عليه و سلم) يعلم الامة التوحيد
ـ قال الصدوق في كتابه التوحيد ص 107 :
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عن آبائه (عليهم السلام) قال : مر النبي (صلى الله عليه وآله) على رجل وهو رافع بصره إلى السماء يدعو ، فقال له رسول : غض بصرك ، فإنك لن تراه .
وقال : ومر النبي (صلى الله عليه وآله) على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو ، فقال رسول الله : أقصر من يديك ، فإنك لن تناله .
ـ الكافي ج 1 ص 94 :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن اليعقوبي ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالاعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) : قال إن يهودياً يقال له سبحت ، جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله جئت أسألك عن ربك ، فإن أنت أجبتني عما أسألك عنه ، وإلا رجعت ؟
قال : سل عما شئت .
قال : أين ربك ؟
قال : هو في كل مكان ، وليس في شي من المكان المحدود .
قال : وكيف هو ؟
قال : وكيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق ، والله لا يوصف بخلقه .
قال : فمن أين يعلم أنك نبي الله ؟
قال : فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين : يا سبحت إنه رسول الله !
فقال سبحت : ما رأيت كاليوم أمراً أبين من هذا !
ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
ويعلمنا أن أقصى ما يمكن أن يراه الانسان نور عظمة الله
ـ بحار الانوار ج 4 ص 38 :
يد : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل (عليه السلام) مكاناً لم يطأه جبرئيل قط ، فكُشِفَ لي فأراني الله عز وجل من نور عظمته ما أحب .
علي (عليه السلام) يثبت مشاهدة القلوب وينفي مشاهدة العيان
ـ نهج البلاغة ج 2 ص 99 :
179 ومن كلام له (عليه السلام) وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟
فقال (عليه السلام) : أفأعبد ما لا أرى !
فقال : وكيف تراه !
فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان ، قريب من الاشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلم لا بروية ، مريد لا بهمة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته .
ـ ورواه في بحار الانوار ج 4 ص 27 عن :
يد ، لي : القطان والدقاق والسناني ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن العباس ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن ابن طريف ، عن الاصبغ في حديث قال : قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره . قال : فكيف رأيته صفه لنا . قال : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان . ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعِظَم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة ، مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسة ، قائل لا بلفظ ، هو في الاشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كل شي ولا يقال شي فوقه ، أمام كل شي ولا يقال له أمام ، داخل في الاشياء لا كشي في شي داخل ، وخارج منها لا كشي من شي خارج .. فخر ذعلب مغشياً عليه .... الخبر .
لم يحلل في الاشياء .... ولم ينأ عنها
ـ نهج البلاغة ج 1 ص 112 :
65 ومن خطبة له (عليه السلام) : الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالاً . فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً . ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً . كل مسمى بالوحدة غيره قليل ، وكل عزيز غيره ذليل ، وكل قوي غيره ضعيف ، وكل مالك غيره مملوك ، وكل عالم غيره متعلم ، وكل قادر غيره يقدر ويعجز ، وكل سميع غيره يصمُّ عن لطيف الاصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها ، وكل بصير غيره يعمى عن خفي الالوان ولطيف الاجسام ، وكل ظاهر غيره باطن ، وكل باطن غيره ظاهر .
لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان ، ولا تخوف من عواقب زمان ، ولا استعانة على ند مثاور ، ولا شريك مكاثر ، ولا ضد منافر ، ولكن خلائق مربوبون ، وعباد داخرون .
لم يحلل في الاشياء فيقال هو فيها كائن ، ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن .
لم يؤده خلق ما ابتدأ ، ولا تدبير ما ذرأ ، ولا وقف به عجز عما خلق ، ولا ولجت عليه شبهة فيما قدر ، بل قضاء متقن وعلم محكم ، وأمر مبرم . المأمول مع النقم ، والمرهوب مع النعم ....
لا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك
ـ نهج البلاغة ج 1 ص 160 :