بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
( تحفة )
قال شيخ مشائخ الاسلام , حجة الله على اوليائه الاعلام , بركتنا ومفزعنا ووسيلتنا بطريق الله إلى ربنا سيدنا الغوث الأعظم المقدم سلطان الدوائر ابو العلمين السيد الامام الرفاعي رضي الله عنه وعنا به :
سطر الاسم المحمدي ممدود على صحائف الاكوان من أم زيق الأزل إلى حاشية ذيل الأبد , ولسلطانه الحجة الدائمة القائمة على كل سلطان كونيّ , والحجة هي ما صرفت الشبهة فاسكتت قلب الخصم إلزاماً , وان نطق لسانه عناداً ؛ وانّ حجته التي عرفها أهل الجحود واستيقنتها أنفسهم لم تزل معروفة , وإن أنكرت حسداً .
وميم المَدّة المنعقدة بمبدأ سطر إسمه معقود على رمح الملكوت منسدل ثوبه على شجرة الملك , محيط بحر مدده باطراف العوالم من جميع أركانها , شامل لكل أعيانها في بروزها وثبوتها , ورفعه مشير إلى منازلاته المترفعّة في منازل النبوة العظمى , والرسالة الجامعة الكبرى والمترقية في منبر القدس على درج الشرف الأتم الذي لا تدرك غايته بطوف همم الصديقين والمقربين , ودونها غايات أولي العزم من النبيين والمرسلين .
وحاؤه حد النهايات في مراتب الغايات الحائل بحبل حاله من حيث رفعة قدره , وجلال سلطان أمره بين كل مرتبة طيارة في درج التسلّق للعلى, وبين حضرة المحبة الغائية المزيّنة بنور مشهد الرأفة المتدلي من رفرف السيّديّة البحتة إلى هام محراب العبدية , وفتحه مشير لحملة الأزل والأبد من طور سينا النكات المطلسمة عن قوافل ركبان حضرة القرب إلاّ من طريقه , قبله وبعده , من هناك إلى هناك , والعجز عن درك الادراك ادراك .
وميمه الوسط مشير إلى ماوراء مدارك الوجودات من معاني المنح المختص به في مصطفويته من حيث مظهرية مبطن الحكم المنقلب إلى مظهر الأمر المجتمع في مشهد المنار العلمي من طريق الأميّة , وشدته تعنون حالي الأمية والأمية فالأولى أُميّة الخط والقراءة , والثانية أُمية النسبة التي تطرح بنسبة الأمة إليه - صلوات ربه بعلمه وحكمه وتسليماته بعزه وفضله عليه .
وداله النهائيّ مشير إلى دولته الأبدية في دور الكون مع كل دائرة غائية إلى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين , وسكونه وقبوله التحريك إشارة إلى إستقراره في مقام سلطانه , وتقلبه في أبراج مطالع السعد السرمدي ترفعاً من دولة إلى دولة , ومن دار برهان إلى دار برهان , وله بكلها الحكم والحكمة , وعلى جميع جملها له المحمدية الدائمة , فهو - صلى الله عليه وسلم - محمد دوائر الجبروت , ومحمد أدوار الملكوت ومحمد الأمر والنهي إلى يوم الدين , والحمد لله رب العالمين .
انتهى كلامه الشريف رضي الله عنه .