منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية
اللهم صلي و سلم على سر أسرارك و الدليل اليك في الليل الأليل وعلى اله وصحبه ذوي الطهر والبهاء والنور الاسنى. هذه دعوة ربانية نورانية خالصة الى كل الاعضاء الكرام و الزوار قاطبة.موصولة بسلام يتبعه أزكى و أطيب المتمنيات بموفور الصحة و السلامة في الدنيا و الاخرة. و أزف لكم بشرى خدمات العلاجات الروحانية المتنوعة و الكشف الروحاني الصادق (المدفوعة الثمن/الغيرالمجانية ) و قضاء الحاجات المتعددة فيما يرضي الله جل جلاله Sadمحبة حلال.ارجاع الزوج و الزوجة او المطلقة.قبول.تيسير الاعمال .علاج السحر و العين و الحسد و المس.الجلب بانواعه المختلفة.تقديم كشف مفصل للأعضاء.تيسير الأمور و الفتوحات الربانية.اعطاء رياضات روحانية قوية للراغبين مع الاشراف المباشر عليها.و الحصول على الاذن الروحاني البعيد المنال عند الشيوخ و غيرهم....).و على الراغبين في قضاء حاجة روحانية كيفما كانت الاتصال بادارة المنتدى/المشرف العام (الشيخ الجليل محمد السوسي المغربي) . ولن نبخل على أحد ان شاء الله تعالى : في تحقيق رغبته قدر الاستطاعة و في ما يرضي الله. باذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد . وبأعمال روحانية مجربة صحيحة قاطعة باذن الله تعالى و مشيئته سبحانه و تعالى.فمن له/لها حاجة معينة يتوجب عليه/عليها الاتصال على الخط الهاتفي المباشر. للتواصل عبر ((الواطساب=.00212.7.67.07.04.37))او التواصل عبر التلغرام=(( 00212.7.76.61.45.92)).ويمكنكم الاتصال مباشرة كذلك عبر الرقمين السابقين.
وتحياتي الصادقة لجميع اخواننا واخواتنا الفاضلات.
ودمتم في تمام الصحة و العافية.باذن الله تعالى.أو العنوان الالكتروني للمنتدى (hokispirit@hotmail.fr).او الواطساب الخاص بالشيخ محمد السوسي المغربي على الرقم التالي:(00212.63.64.45.822).
.و ختاما نتمنى لجميع أعضائنا و زوارنا موفور الصحة و السلامة و الخير و السعادة في الدنيا و الاخرة و أن نكون في مستوى ظنهم بنا دائما ان شاء الله سبحانه و تعالى.توقيع أخوكم في الله. (الشيخ محمد السوسي/المشرف العام للمنتدى الروحاني الشريف) .ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين الى أبد الابدين برحمته تعالى فهو سبحانه أرحم الراحمين.
منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية
اللهم صلي و سلم على سر أسرارك و الدليل اليك في الليل الأليل وعلى اله وصحبه ذوي الطهر والبهاء والنور الاسنى. هذه دعوة ربانية نورانية خالصة الى كل الاعضاء الكرام و الزوار قاطبة.موصولة بسلام يتبعه أزكى و أطيب المتمنيات بموفور الصحة و السلامة في الدنيا و الاخرة. و أزف لكم بشرى خدمات العلاجات الروحانية المتنوعة و الكشف الروحاني الصادق (المدفوعة الثمن/الغيرالمجانية ) و قضاء الحاجات المتعددة فيما يرضي الله جل جلاله Sadمحبة حلال.ارجاع الزوج و الزوجة او المطلقة.قبول.تيسير الاعمال .علاج السحر و العين و الحسد و المس.الجلب بانواعه المختلفة.تقديم كشف مفصل للأعضاء.تيسير الأمور و الفتوحات الربانية.اعطاء رياضات روحانية قوية للراغبين مع الاشراف المباشر عليها.و الحصول على الاذن الروحاني البعيد المنال عند الشيوخ و غيرهم....).و على الراغبين في قضاء حاجة روحانية كيفما كانت الاتصال بادارة المنتدى/المشرف العام (الشيخ الجليل محمد السوسي المغربي) . ولن نبخل على أحد ان شاء الله تعالى : في تحقيق رغبته قدر الاستطاعة و في ما يرضي الله. باذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد . وبأعمال روحانية مجربة صحيحة قاطعة باذن الله تعالى و مشيئته سبحانه و تعالى.فمن له/لها حاجة معينة يتوجب عليه/عليها الاتصال على الخط الهاتفي المباشر. للتواصل عبر ((الواطساب=.00212.7.67.07.04.37))او التواصل عبر التلغرام=(( 00212.7.76.61.45.92)).ويمكنكم الاتصال مباشرة كذلك عبر الرقمين السابقين.
وتحياتي الصادقة لجميع اخواننا واخواتنا الفاضلات.
ودمتم في تمام الصحة و العافية.باذن الله تعالى.أو العنوان الالكتروني للمنتدى (hokispirit@hotmail.fr).او الواطساب الخاص بالشيخ محمد السوسي المغربي على الرقم التالي:(00212.63.64.45.822).
.و ختاما نتمنى لجميع أعضائنا و زوارنا موفور الصحة و السلامة و الخير و السعادة في الدنيا و الاخرة و أن نكون في مستوى ظنهم بنا دائما ان شاء الله سبحانه و تعالى.توقيع أخوكم في الله. (الشيخ محمد السوسي/المشرف العام للمنتدى الروحاني الشريف) .ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين الى أبد الابدين برحمته تعالى فهو سبحانه أرحم الراحمين.
منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية

منتدى العلوم الروحانية و التجارب الروحانية الصادقةوعلوم الفلك و التنجيم و ارشاد المبتدئين الى طريق الصدق و العلوم الربانية اليقينية النورانية من صدور أرباب هذا الفن جيلا بعد جيل الى أن يرث الله سبحانه الأرض و من عليها.و صلى الله و سلم على سيدنا محمد واله
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بسم الله الرحمان الرحيم.هذه دعوة ربانية نورانية.صادقة.خالصة لوجه الله.الى كل الاعضاء الكرام و الزوار قاطبة.حيث نزف لكم بشرى فتح الخدمات العلاجات الروحانية المتنوعة و الكشف الروحاني الصادق (المدفوعة الثمن/الغيرالمجانية ) و كذلك قضاء الحاجات المتعددة فيما يرضي الله جل جلاله Sadمحبة حلال.ارجاع الزوج و الزوجة او المطلقة.قبول.تيسير الاعمال .علاج السحر و العين و الحسد و المس.جلب الزوج لزوجته و العكس....وبانواعه المختلفة.اعطاء رياضات روحانية قوية للراغبين مع الاشراف المباشر عليها).و على كل الراغبين في قضاء حاجة روحانية كيفما كانت. الاتصال بادارة المنتدى/المشرف العام (الشيخ الجليل محمد السوسي المغربي). وستجدون ما يسركم و يحقق رغباتكم باذن الله تعالى.و في ما يرضي الله. ان شاء الله الواحد الأحد الفرد الصمد .وكل الأعمال مجربة صحيحة قاطعة باذن الله تعالى و مشيئته سبحانه.فمن له/لها حاجة معينة يجب عليه الاتصال على هذا الرقم الخاص ((بالشيخ محمد السوسي المغربي)) للتواصل عبر ((الواطساب=.00212.7.67.07.04.37))او التواصل عبر التلغرام=(( 00212.7.76.61.45.92)).ويمكنكم الاتصال مباشرة كذلك عبر الرقمين السابقين.
وتحياتي الصادقة لجميع اخواننا واخواتنا الفاضلات.

ودمتم في تمام الصحة و العافية.باذن الله تعالى.أو العنوان الالكتروني للمنتدى (hokispirit@hotmail.fr).و ختاما نتمنى لجميع أعضائنا و زوارنا موفور الصحة و السلامة و الخير و السعادة في الدنيا و الاخرة.ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين الى أبد الابدين .سبحان ربك رب العزة عما يصفون.وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

بسم الله الرحمان الرحيم.هذه دعوة ربانية نورانية.صادقة.خالصة لوجه الله.الى كل الاعضاء الكرام و الزوار قاطبة.حيث نزف لكم بشرى فتح الخدمات العلاجات الروحانية المتنوعة و الكشف الروحاني الصادق (المدفوعة الثمن/الغيرالمجانية ) و كذلك قضاء الحاجات المتعددة فيما يرضي الله جل جلاله Sadمحبة حلال.ارجاع الزوج و الزوجة او المطلقة.قبول.تيسير الاعمال .علاج السحر و العين و الحسد و المس.جلب الزوج لزوجته و العكس....وبانواعه المختلفة.اعطاء رياضات روحانية قوية للراغبين مع الاشراف المباشر عليها).و على كل الراغبين في قضاء حاجة روحانية كيفما كانت. الاتصال بادارة المنتدى/المشرف العام (الشيخ الجليل محمد السوسي المغربي). وستجدون ما يسركم و يحقق رغباتكم باذن الله تعالى.و في ما يرضي الله. ان شاء الله الواحد الأحد الفرد الصمد .وكل الأعمال مجربة صحيحة قاطعة باذن الله تعالى و مشيئته سبحانه.فمن له/لها حاجة معينة يجب عليه الاتصال على هذا الرقم الخاص ((بالشيخ محمد السوسي المغربي)) للتواصل عبر ((الواطساب=.00212.7.67.07.04.37))او التواصل عبر التلغرام=(( 00212.7.76.61.45.92)).ويمكنكم الاتصال مباشرة كذلك عبر الرقمين السابقين.
وتحياتي الصادقة لجميع اخواننا واخواتنا الفاضلات.

ودمتم في تمام الصحة و العافية.باذن الله تعالى.أو العنوان الالكتروني للمنتدى (hokispirit@hotmail.fr).و ختاما نتمنى لجميع أعضائنا و زوارنا موفور الصحة و السلامة و الخير و السعادة في الدنيا و الاخرة.توقيع أخوكم في الله.العبد الضعيف(الشيخ محمد السوسي/المشرف العام للمنتدى الروحاني الشريف).ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين الى أبد الابدين .سبحان ربك رب العزة عما يصفون.وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمان الرحيم.هذه دعوة ربانية نورانية.صادقة.خالصة لوجه الله.الى كل الاعضاء الكرام و الزوار قاطبة.حيث نزف لكم بشرى فتح الخدمات العلاجات الروحانية المتنوعة و الكشف الروحاني الصادق (المدفوعة الثمن/الغيرالمجانية ) و كذلك قضاء الحاجات المتعددة فيما يرضي الله جل جلاله Sadمحبة حلال.ارجاع الزوج و الزوجة او المطلقة.قبول.تيسير الاعمال .علاج السحر و العين و الحسد و المس.جلب الزوج لزوجته و العكس....وبانواعه المختلفة.اعطاء رياضات روحانية قوية للراغبين مع الاشراف المباشر عليها).و على كل الراغبين في قضاء حاجة روحانية كيفما كانت. الاتصال بادارة المنتدى/المشرف العام (الشيخ الجليل محمد السوسي المغربي). وستجدون ما يسركم و يحقق رغباتكم باذن الله تعالى.و في ما يرضي الله. ان شاء الله الواحد الأحد الفرد الصمد .وكل الأعمال مجربة صحيحة قاطعة باذن الله تعالى و مشيئته سبحانه.فمن له/لها حاجة معينة يجب عليه الاتصال على هذا الرقم الخاص ((بالشيخ محمد السوسي المغربي)) للتواصل عبر ((الواطساب=.00212.7.67.07.04.37))او التواصل عبر التلغرام=(( 00212.7.76.61.45.92)).ويمكنكم الاتصال مباشرة كذلك عبر الرقمين السابقين.
وتحياتي الصادقة لجميع اخواننا واخواتنا الفاضلات.

ودمتم في تمام الصحة و العافية.باذن الله تعالى.أو العنوان الالكتروني للمنتدى (hokispirit@hotmail.fr).و ختاما نتمنى لجميع أعضائنا و زوارنا موفور الصحة و السلامة و الخير و السعادة في الدنيا و الاخرة.توقيع أخوكم في الله.العبد الضعيف(الشيخ محمد السوسي/المشرف العام للمنتدى الروحاني الشريف).ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين الى أبد الابدين .سبحان ربك رب العزة عما يصفون.وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

 

 حكم تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام للمنتدى
المشرف العام للمنتدى
المشرف العام للمنتدى


عدد المساهمات : 8323
نقاط : 20458
تاريخ التسجيل : 10/02/2013
العمر : 79
الموقع : منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية

حكم  تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: حكم تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم   حكم  تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم I_icon_minitime5th يونيو 2014, 4:20 am

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


إن الحمدَ للهِ، نحمَدهُ ونَسْتَعينهُ، ونستغفِرُهُ، ونَستهديه، ونَعوذُ بالله مِنْ شُرُور أنفسِنا ومِنْ سَيئاتِ أَعمالِنَا، مَنْ يَهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أن محمداً عَبدُه ورَسولُه[1]، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.


النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -:
وقع في القرآن الكريم أساليب متنوعة لمدح الأنبياء والمرسلين ألا أن أكثر الأنبياء نصيباً في المدح الإلهي هو النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف لا؟ وقد تنزلت عليه آيات الذكر الحكيم وجعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد توزعت معها الأغراض والمقاصد البلاغية والإرشاد وذلك من أجل الاقتداء بأخلاقه العالية التي أثنى عليها الخالق - عز وجل - حسب ما يقتضيه السياق، ويمكن أن نجمعها في ثلاثة جوانب:
الأول: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الجانب العقدي والإيماني كمدحه بصفة الإيمان في قوله تعالى ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، وأعظم المدح وأغلبه في النظم القرآني اقتران ذكره - صلى الله عليه وسلم - مع الله - عز وجل - في مواطن كثيرة منها قوله تعالى﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 59]، ومن أساليب المدح ذكره - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل كما في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [الأعراف: 157] لذا جاء الأمر بالإيمان به في قوله تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].


وقد خصه السياق بالأمية مدحاً، ((والأمية وصف خص الله به من رسله محمداً - صلى الله عليه وسلم -... وبذلك كانت الأمية وصف كمال فيه مع أنها في غيره وصف نقصان... صارت أميته آية على كون ما حصل له إنما هو من فيوضات إلهيه)) [2].


الثاني: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الصفات الإنسانية ومقومات التعامل التي تبرز في سلوكه؛ إذ جعلته محط الاقتداء والتأسي. قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] ومنها الرحمة في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ومنها الهداية كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52] ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ أُذُنُ خَيْرٍ ﴾ [التوبة: 61] فقد ((جاء وصف المدح من الله تعالى بمقابل وصف المشركين والمنافقين فهو أذن في الخير))[3].


الثالث: مدحه - صلى الله عليه وسلم - في ذكر اسمه الصريح (محمد) في أربع آيات، وأحمد في موضع واحد وبهما يتحقق المدح لما ((بين الاسمين من وشائج وصلات أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد من كثرة حامديه وموجبات الحمد فيه، وأما أحمد فيدل على استحقاق لما لا يستحقه غيره من حمد، فمن حيث كانت زيادة الحمد في محمد من جهة الكمية كانت زيادة الحمد من أحمد من جهة الكيفية)) [4]، ومن بديع النظم تسمية سورة قرآنية (سورة محمد) أسوة بغيره من الأنبياء والمرسلين، و((كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ونباهة قدرة إذ كل اسم منها ينبئ عن ناحية من نواحي العظمة فيه)) [5]، وكل هذا يدخل مدحا وتكريماً تحت قوله تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]، وكل الآيات القرآنية تبين سيرته وأخلاقه ودعوته عليه الصلاة والسلام[6].


إن حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - نبي هذه الأمة تزخر بالقدوة والمثل الأعلى، وهذا الذي فتأت أمم الكفر تبحث عنه، أما أمته - صلى الله عليه وسلم - فحياته أمامهم كصفحات الفخر الناصح يستقون من سيرته، فتملأ نفوسهم إيماناً بالله - عز وجل -، وبهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - العظيم، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾.
وإن الحديث عن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تحتاج إلى وقفات كثيرة؛ فإن حياته - صلى الله عليه وسلم - كلها تبين لنا عزيمته وعلو همته في شتى المجالات: في الدعوة، والجهاد، والعبادة، وغير ذلك من سيرته العطرة - عز وجل -، فهو - صلى الله عليه وسلم - قدوة للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم[7].


ومن الجوانب التي سنقف عليها في سيرته ما يأتي:


أولاً: الدعوة إلى الله - عز وجل -:
لقد اتصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتصالاً شخصياً بقومه، وعرض نفسه على قبائل العرب، ورحل من أجل تبليغ الدعوة، وسلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل طريق لتبليغ الدعوة على الوجه الأكمل، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾} [يوسف: 108]، أي: قل يا محمد هذه طريقتي وسنتي، ومنهجي ودعوتي أنا ومن سار معي على نفس الدرب؛ لأنها السبيل المؤدي إلى مرضاة الله والجنة، لما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالقيام والنهوض بإنذار الناس قيام عزم وتصميم على تحقيق المقصود[8]، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾[المدثر: 1، 2]، ثم أمر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن يصدع بالدعوة إلى الله، قال تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، فجهر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، وصرح بها هو وأصحابه، ولما نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [الشعراء: 214 - 216] فما كان من الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أن قام بإنذار قومه ودعوتهم إلى الله تعالى بهمة عالية وعزم صادق، ويظهر ذلك في الحديث الذي رواه الشيخان عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: ((لما نزلت: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ صَعِدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: ((يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ)) - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: ((أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟)) قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: ((فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2] [9].


واستجاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمر ربه وقام بتنفيذه، فهذه هي الهمة العالية التي تقود الإنسان للمعالي، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - صدع بأمر الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى اللهِ الصغيرَ والكبيرَ، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود، والجن والأنس[10].


وفي سبيل هذه الدعوة إلى الله - عز وجل - واجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد الأذى، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] وقد عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك مكة موطنه ومسقط رأسه متجهاً إلى المدينة المنورة من أجل هذه الدعوة.


قال سيد قطب: ((لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحبسوه حتى يموت، أو ليقتلوه ويتخلصوا منه، أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا)) [11].


ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان صاحب همة عالية، فواجه هذا التحدي بثقته بالله - عز وجل - ((فيا للثقة العظمى تنسكب في حنايا نفس الرسول الكريم، ويا للتأييد الرباني المطلق الذي ما بعده من تأييد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، فأي قوة تثبت أمام الرسول الكريم وقوة الله معه؟، وأي تدبير يقف في وجهه وعناية الله تحوطه وتصونه وترعاه؟، ويا للسكينة تغشى نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - المطمئنة بنصر الله فإذا هي تمضي في الطريق الوعر، وكلها ثقة بهذا النصر، مهما اشتدت وعورة الطريق)) [12].


وصبر - صلى الله عليه وسلم - على أذى المشركين في مكة، وما لاقاه هو وأصحابه من صنوف العذاب والتضييق، ثم عفوه عنهم ومغفرته لهم لما أظهره الله عليهم، وتألف قلوبهم على الإسلام، وخير دليل على علو همته التي تحجز النفس عن أن تشفي غيظها، وأن تنتقم لما حصل لها إبان الضعف وعدم القدرة، ولكنه كان القدوة في امتثال أمر الله - عز وجل -، وكان القدوة في همته وعزيمته الصالحة القوية.


ومما يبين لنا قوة إرادته - صلى الله عليه وسلم -وعزمه على تبليغ الدعوة: سيرته التي تحفل بمواقف كلها تدل على الهمة العالية والتوكل على الله - عز وجل - من غير جزع، أو عجز، أو تشكٍّ، فلقد حاول كفار قريش أن يثنوه - صلى الله عليه وسلم - عن إرادته وعزيمته القوية بأسلوبين:
أولها: الإيذاء والتعذيب.
وثانيهما: الإغراء وتقديم التنازلات.


وفي الأسلوب الأول تفننوا وجاءوا بكل ما دلتهم عليه أفكارهم الشيطانية، فتارة بالسب واتهامه بالسحر والجنون والكذب والافتراء، وتارة بتسليط السفهاء عليه يؤذونه بإلقاء القذر عليه، وتارة في التضييق والمنع، وتارة في محاربته نفسيا وتحطيم معنوياته - صلى الله عليه وسلم -، فقد تفننوا في إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يراعوا فيه قرابة، وتخطوا حدود الإنسانية[13].


فلم تصرفه - صلى الله عليه وسلم - الإغراءات ولا العروض ولا الملذات ولا الشهوات عن همه وهمته ومبتغاه ووجهته، بل ولا حتى المشاقُّ والأتعاب والتهديدات والترهيب والتخويف، بل كان رابط الجأش، رافع الهامة، قوي العبارة خالصاً مخلصاً لله تعالى، عاش - صلى الله عليه وسلم - يريد وجه الله، همه إرضاء الله تعالى وخدمة دينه، وتبليغ شريعته إلى الخلق، لإنقاذهم من ظلمات الكفر والجهل في الدنيا، ودركات جهنم في الآخرة، فلم يصرفه عن هذا الهدف صارف، ولم يعقه عن تحقيقه عائق.


وقد تجلى ثباته - صلى الله عليه وسلم - لله تعالى في عبادته وجهاده ونصحه للمسلمين ودعوته وأمره ونهيه، وظهر ذلك جلياً من خلال ما تم إيراده في الفقرة السابقة، إذ ثبت أمام الإغراءات والتهديدات، ولم يتزحزح أو يتراجع، بل حاصروه وأهله في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتى بلغ منهم الجهد مبلغه وأخذوا يأكلون الأوراق والجلود، وكان يُسمع صوت النساء والصبيان يتصايحون من الجوع، فما فل ذلك من عزيمته - صلى الله عليه وسلم - ولا توقف عن دعوته، بل استمر وصبر وتحمل ودوام عليها، ووضعوا سلا الجزور على ظهره وهو ساجد، وحثوا التراب في وجهه وأدموا قدميه، وشجوا وجهه، وكسروا رباعيته، ومع هذا ظل - صلى الله عليه وسلم - ماضياً في سبيله يدعو إلى الله تعالى، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على بصيرة - صلى الله عليه وسلم -.


هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم لنا القدوة بالفعل والعزيمة الصادقة فعلاً. إنه صدق الإيمان وعزمه وقوة الثبات والتحمل الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم مؤمن، وكل داعية إلى الله؛ فإن توفر قوة العقيدة وثباتها زالت وهانت بسببها كل المصائب والمحن، واستلذها الداعية إلى الله، هذا هو اليقين وهو التوكل على الله، وهو الدافع الأسمى للثبات على المبدأ، وعلى العقيدة والصبر والتحمل[14].


ومن أهم المجالات العملية التي تبين لنا علو همة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيرته الدعوية مبادرته في بناء المسجد النبوي، فأول عمل قام به الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو بناء المسجد؛ لأنه هو الذي يمثل حياة المسلمين وعباداتهم، فكان لابد من معلم إسلامي يمثل الدولة الإسلامية الجديدة، ويرسخ دعائمها، انطلاقاً من الإيمان بالله وتطبيقاً لشرائع دينه سبحانه.


يقول الله تعالى: ﴿ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]. فهذا تأكيد على مبادرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومشاركته الصحابة y في بناء المسجد وتشجيعه لهم في أثناء العمل، فكان ينقل معهم اللبن ويقول:
اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ... فاغفر للأَنْصَارَ، وَالمُهَاجِرَهْ[15]


قال الرازي - واصفاً هذا العمل من النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أما قوله: ﴿ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ﴾ [التوبة: 109] أي: للخوف من عقاب الله والرغبة في ثوابه، وذلك لأن الطاعة لا تكون طاعة إلا عند هذه الرهبة والرغبة، وحاصل الكلام أن الباني لما بنى ذلك البناء لوجه الله تعالى وللرهبة من عقابه، والرغبة في ثوابه، كان ذلك البناء أفضل وأكمل من البناء الذي بناه الباني لداعية الكفر بالله والإضرار بعباد الله)) [16].


إن بناء المسجد أهم ركيزة من ركائز بناء المجتمع الإسلامي، فالنظام الإسلامي قائم على شيوع أواصر المحبة والأخوة في الله، فلا يمكن تقوية تلك الأواصر إلا ببناء المسجد؛ فيلتقون على طاعة الله، ويجددون الميثاق والعهد مع الله والقيام بما فيه مصلحة لهذا الدين، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - غرس أول بذرة في بناء المجتمع الإسلامي وسارع في بناء المسجد، فكان هذا البناء بداية عهد جديد لزرع أواصر الإيمان والإخاء والتعاون.


ومجال علو همة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس في الدعوة فحسب، بل يتعداه إلى جوانب الحياة بصفة عامة، ففي غزواته كان يتقدم الصحابة y أو يوجههم من مركز القيادة، وكان في غزوة الخندق يربط الحجر على بطنه، ويحفر الخندق مع الصحابة، ويرتجز مثل ما يرتجزون، فكان مثالاً للمربي القدوة يتبعه الناس ويعجبون بشجاعته وصبره.


وكذلك في تعليم أصحابه وجهاده وشجاعته وبذله وكرمه وجميع أخلاقه، وفي عبادته من صوم وصلاة ونحوها كان القدوة في الإرادة التي تعمل دون كلل أو ملل فكان - صلى الله عليه وسلم - مثالاً وقدوة يقتدى به في علو الهمة وقوة العزيمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hokispirit.yoo7.com/
 
حكم تربوية من سيرة الرسول في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في درجات الجنة/مع الرسول الكريم
» الاستفتاح ونية الصلاة على الرسول الكريم.
» الصلاة المباركة ///مدد عظيم من جانب الرسول الكريم
» سحر الرسول صل الله عليه وسلم
» الاحاديث الصحيحة الواردة بسور القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الروحانيات والعلوم السرية الربانية :: الفئة الأولى :: حكمة الأحاديث النبوية المقدسة الشريفة-
انتقل الى: