هذا اعظم التجليات قاطبة وهو تجليه في ماده الماء وهو السر الاعظم والتجلي الاتم وهو اعلى مظاهر الالوهية ظهورا واعظم اية من ايات الله تتفكر فيه فلا تنحصر عجائبه وفيه حياتنا وحياة غيرنا بل الكون كله كواكبه ونجومه لا يخلو منه مكان اما سائلا او جامدا او غازا وفيه سعادتنا وشقائنا و رقينا وانحطاطنا وشفائنا ومرضنا وكل ما هو متعلق بنا وهو اصلنا من ماء وجسمنا سبعين في المئة منه ماء وهو سلطان المواد لايحكم عليه احد وسلطانه حاكم على الكل حتى النار ليس لها عليه سلطان ان نزل عليها اطفأها وإن هي ازعجته ودعها صاعدا وتركها وهو اعجب الاعاجيب قيل لابى سعيد الخراز بما عرفت ربك قال بجمعه بين الضدين اما هذا جمع ثلاث اضداد تراه سائل يتخذ من كل الاشكال شكل يسري في الكل ويتوافق مع الكل وإن عرضته للبرد تحول الى جماد نقيض السائل الذي كان عليه وان عرضته للحراره تحول لنقيض السائل والجماد تحول الى روحاني اي غاز واختفى ولا ينقص ولا يموت وانما يتحول من هنا الى هناك وربما شربة تشربها الان شربها الآلاف قبلك انس وحيوان وقيمته لا يعلم بها الا الله بارئه فلو آتينا اي احد جواهر الارض وملكها وكل نعمها ومنعناه الماء فإذا اشتد به العطش يرميها جميعا ويفر منها ولايسأل الا شربة ماء عندها تتبين قيمة عظمة فضل الله علينا قد يقول احد الهواء اغلى يمكن الاستغناء عن الماء لايام ولا يمكن الاستغناء عن الهواء لدقايق اقول في الهواء تجد الماء بسيطا اي اكسيجين وهو نصف تركيبته والباقي هيدروجين ومن هنا سنشير الى حقيقة يجهلها الكثير وهي
جهنم ومكانها وهي في الارض وحولنا جزء منها تحت الارجل لايفصلنا عنه سوى 30 كيلو متر تقريبا والباقي حمم وصهارة والجزء الاخر يوم القيامة يظهر حين تجمعه الملائكه وتاتي به وهي هذه البحار التي نتمتع بها نسبح عريا وفسوقا
ومن وقت انتبهت لها كنت عند دخولي للبحر اقول له احمد الله عليك الان واعوذ بالله منك يوم القيامة ومن شك في هذا فالى الدليل العلمي
يقول العلم الماء جزئين هيدروجين وجزء اكسجين بكل بساطة الذي جمع بينهما قادر على فصلهما وكما هو معروف الهيدروجين اشد الغازات اشتعالا فالشمس كلها هيدروجين وبعد النووي ظهرت في 1952 القنبله الهيدروجينية وكانت اقوى من النووية ب 1000 مرة والهيدروجين المشتعل ان قذف عليه الاكسجين ينفجر فكيف ان فصل الهيدروجين البحار وأشعل ثم قذف عليه الاكسجين المنتزع من البحار اذا فهو فهوالجحيم المستعر ...الحمد لله وحده في كل وقت وحين و طرفة و نفس و الى ابد الاباد.
واما الدليل القرآني فهو في سورة التكويرفي وصف يوم القيامة قال الله تعالى واذا الوحوش حشرت واذا البحار سجرت قالو في التفسير نشفت وقالوا فجرت وقالوا اشعلت
وكلمة (سَجَرَ) في اللغة تعني أشعل وأحرق ونقول سيجارة وهي المشتعلة بدون نار اي لهب وهي مهيأ للتسعير ثم بعدها يقول واذا النفوس زوجت الى ان يقول واذا الجحيم سعرت بعدما كانت سجرت سعرت والان الامر واضح الدنيا جحيم لا نعيم نرد به على الذي يقول الجنة في الارض
اعود لأصل الموضوع وهو التجليات الاسمائية في الماء واقول فيه العديد من مظاهر تجليات اسماء الالوهية فهو السلام ترى الناس في كرب وبؤس عيش فإذا نزل استبشرت النفوس وهدأت وهو المهيمن وقد احكم قبضته على ثلاث ارباع الارض ظاهرا ويحكم على اجزاء كبيره من باطنها وهو الجبار شق الجبال وافنى امم بجبروته افنى قوم نوح وسبأ وفي ايامنا رأينا جبروته المسمى تسونامي وهو المعز لبلدان بوجوده والمذل لاخرى بشحه او فيضانه وهوالحي قال الله تعالى وإن من شيئ الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ولا يسبح الا الحي العاقل لمن يسبح ويقول اهل الكشف تسبيحه بالجلالة
وهوالمحيي قال الله تعالى اذا انزلنا الماء عليها اهتزت وربت وقال وجعلنا من الماء كل شيئ حي وهو اللطيف ان تصلب طفى وان تبخر اختفى والنافع والضار ولولا خشيتى ان لا تحتمل النفوس اكثر لبسطت منه اغلب الاسماء
وفي الختام اختم بقول الله تعالى وكان عرشه على الماء اذا فهو اقدم مادة في الوجود قبل الارواح والاشباح فمن اراد ان يلامس اعماق الاهوت ما عليه الا ان ينبه حواسه ويدخل يده فيه كان نهرا اودلوا وسيرى ما يحمل هذا السائل السحري الاعلى والاغلى قيمة حقيقة والارخص في حياتنا البائسة بجهلنا